صدمة تصيب البلجيكيين بعد ذبح مواطنة لأطفالها المغاربة الخمسة

ما تزال تخيم حالة من الدهشة والفاجعة على الرأي العام البلجيكي بعد أن أقدمت مواطنة متزوجة من رجل مغربي على ذبح أولادها الخمسة بسكين حادة، وتعود فصول تلك المأساة إلى عدة أيام عندما أعلن مصدر قضائي مذكرة اعتقال بحق "جنفياف ليرميت" بتهمة القتل.

وحاولت تلك السيدة البالغة من العمر 52 بحسب صحيفة "الأحداث" المغربية الانتحار بعد ذبحها لأطفالها: ياسمين (14 سنة) ونورا (12 سنة) ومريم (10 سنوات) ومينة (8 سنوات) والمهدي (3 سنوات).

وخلال الاستماع لأقوالها الأولى على سرير المستشفى، استعرضت ليرميت، التي كانت تخضع لمتابعة طبية لكونها تعاني من انهيار عصبي، تفاصيل وقائع عملية القتل التي ارتكبتها مشيرة إلى أنها كتبت رسالة لصديقة لها تقطن بالقرب منها لتطلعها على "حالتها المضطربة"، وأنها خرجت بعد ذلك لترسلها ولدى عودتها اشترت سكينا بشفرة يبلغ طولها أكثر من 20 سنتمترا.

ولدى وصولها إلى المنزل، قامت بالمناداة على أطفالها، الذين كانوا يشاهدون التلفاز، الواحد تلو الآخر، لتقوم بذبحهم، كل واحد في غرفة منفصلة، بدءا بأصغرهم المهدي.

وبعد ذلك حاولت الانتحار قبل أن تتصل بشرطة الإسعاف وتقوم بكتابة رسالة قصيرة على باب المنزل تقول فيها "اتصلوا بالشرطة" .

وقال أحد المحققين إن عملية الذبح استغرقت نحو ساعة ونصف فقد نودي على المهدي ومينة ومريم ونورا وياسمين، الواحد تلو الاخر في الحمام وفي غرفة ثانية وثالثة.

وقد بدأت بالأصغر إلى الأكبر . ولم يكن الأطفال يدركون ماذا يحدث ولم يفهموا هذا الإصرار من أمهم، باستثناء الأكبر الذي حاول المقاومة حسب الآثار التي تم العثور عليها.

يشار إلى أن زوج المتهمة وصل بلجيكا خلال نفس يوم الجريمة عائدا من المغرب، ويخضع حاليا لعلاج نفسي بعد ما عرف ما حدث لأطفاله، وقال إنه لم يستطع كليا فهم الحيثيات والملابسات التي دفعت بزوجته إلى القيام بهذه الجريمة.

ومنذ الكشف عن هذا الحادث المأساوي, تم وضع باقات الورد والألعاب أمام منزل الأسرة تعبيرا عن مشاعر التعاطف مع الضحايا الصغار.

في موكب جنائزي رهيب، اتخذت فيه مسبقا كافة الترتيبات التنظيمية والأمنية، شيعت يوم أمس الاربعاء 7 مارس الجاري، جنازة الأطفال الخمسة الذين ذبحتهم أمهم البلجيكية جونفييف ليرميت (40 سنة) زوال يوم الأربعاء الماضي 28 فبراير المنصرم، بمنطقة نيفيل ببلجيكا وقد أدى حشد كبير من المواطنين صلاة الجنازة بمسجد محمد الخامس بتالبرجت بأكادير، قبل أن يقطع الموكب الجنائزي مسافة 8 كيلومترات، لتوديع الأطفال الخمسة الى مثواهم الأخير، حيث توارى جثامينهم الثرى بمقبرة الشهداء بنسركاو، حيث تقطن عائلات أبيهم الأعمام ويوجد منزلهم بحي التجزئة العسكرية، الذي يترددون عليه في فترات العطل الصيفية وقد شيعت الجنازة في موكب رسمي، حضرته السلطات العمومية والقضائية والأمنية وممثلو الوسائل السمعية والبصرية والمكتوبة بالمغرب، فضلا عن قناة تلفزية بلجيكية، جاءت خصيصا لتغطية مراسيم دفن الأطفال الخمسة بالإضافة إلى حشد كبير من المواطنين، بمن فيهم عائلات الأب بوشعيب مقدم سواء القاطنة بالجديدة أوببنسركاو هذا وقد حلت الطائرة التي نقلت جثامين الأطفال الخمسة ياسمين و نورا و مريم و أمينة والمهدي في الساعة الثانية عشرة ليلا، بمطار أكادير المسيرة، من مساء يوم الثلاثاء 6 مارس الجاري، ليتم نقل الجثامين الى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، عبر سيارات إسعاف خاصة، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة وبحضور والي الأمن عبد الله منتصر وأفاد مصدر مطلع، أن الأوامر أعطيت لكي لاتنقل الجثامين الى مسجد محمد الخامس بتالبرجت إلا قبيل صلاة الظهر مباشرة، خلافا لما جرت عليه العادة وذلك تحسبا لأي انزلاق، لاسيما وأن أجواء ومراسيم دفن جنازات الأطفال الخمسة، خضعت لترتيبات رسمية وأمنية حتى تمر الأمور في ظروف عادية وبحي التجزئة العسكرية، حيث يوجد منزل العائلة، عائلة الأب اتخذت ترتيبات مسبقة لتهييء المراسيم الخاصة بالمأتم، وتقبل العزاء، حيث نصبت عدة خيام من قبل السلطات العمومية، أمام المنزل، الذي عرف ومنذ ثلاثة أيام تردد عدد من المراسلين الصحفيين والقنوات التلفزية لالتقاط تصريحات لأفراد العائلة وخاصة الأب عن الأسباب الخفية لمجريات الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، وخاصة المجتمع المغربي والبلجيكي بعدما اقترفت الأم البلجيكية جرائم قتل في حق فلذات أكبادها، أربع بنات وطفل، تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 14 سنة، بعد عودتهم من المدرسة، زوال يوم الأربعاء الماضي 28 فبراير المنصرم، حيث عثر على جثتهم ممدة على أسرتهم بالمنزل الواقع وسط بلدة نيفيل التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، وتبعد حوالي عشرين كيلومترا جنوب بروكسيل وحسب مصادر مقربة من الأب بوشعيب مقدم، فقد حاول الأمن البلجيكي أن يبلغ الخبر الفاجع بمطار بروكسيل، قبل أن يحقنوه بحقنتين، لتهدئته حتى لايصدم، وأثناء لقائه بزوجته القاتلة، الراقدة بالمستشفى لتلقي العلاج، وتحت تغطية أمنية، طلبت من زوجها أن يبلغ طلبها إلى أم الأب، جدة الأطفال، لكي تطلب منها السماح، على ما اقترفته في حق حفدتها وكان الأب مقدم، الذي مازال في مقتبل العمر، قد صرح لممثلي الإعلام المغربي والبلجيكي الذين كانوا في انتظاره لحظة هبوطه من الطائرة بأنه لايزال تحت تأثير الصدمة، ولا يصدق ما حدث له، بل وليس لديه حتى وعي واضح بما وقع: لقد تلقيت نبأ ما وقع بالمطار ببلجيكا (مطار بروكسيل)، ولم أعرف ما حدث لي بالفعل، فلقد كنت راجعا لبيتي الى أن اتصلت بي الشرطة القضائية وأبلغتني بما حدث وأنا لحد الآن مازلت تحت تأثير الصدمة، لا أعلم ماذا حدث• الله أعلم! والآن جئت لأدفن أبنائي ولا علم لي بشيء آخر عائلة الأب بوشعيب مقدم القاطنة بحي التجزئة العسكرية ببنسركاو، أثناء الاتصال بها، عبرت عن ذهولها لما وقع ولم تجد تفسيرا لما وقع بحيث لم تصدق أن تقدم زوجة ابنها على قتل أطفالها بواسطة سكين، الواحد تلو الآخر، بمطبخ المنزل مصادر متطابقة أكدت للجريدة أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، هي التي تكفلت بمصاريف النقل بخصوص مصاريف الطائرة وسيارات الإسعاف بينما تكفلت ولاية الجهة بالترتيبات الخاصة بالصلاة والدفن وتهييء الأجواء لإقامة مراسيم وطقوس المأتم، أمام منزل العائلة ببنسركاو