إرث فيدال كاسترو لشعبه هو قبعته

اختفى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن الانظار ولكن ترى غطاء الرأس العسكري (الكاب) اخضر اللون الذي اشتهر به في كل مكان.
وبعد 49 عاما تقريبا من ثورة كاسترو الاشتراكية يتهافت السائحون الذين يزورون كوبا على شراء قبعة كاسترو التي اضحت صيحة جديدة لا تمت للسياسة بصلة.

وقال السياسي الاسكتلندي جيم مكجفرن عضو البرلمان البريطاني وهو يتجول في سوق للاعمال الفنية والمنتجات اليدوية "ينبغي ان يكون بوسع اناس اعتمار هذه القبعات تكريما لفيدل كاسترو. انه بطل قومي. انه تكريم لرمز كوبي."

وغالبا ما تحمل القبعات التي يشتريها السائحون كتذكار لزيارتهم لكوبا نجوما حمراء في المقدمة وهي رمز للاشتراكية الثورية. وتحمل قبعات اخرى صورا لتشي جيفارا وهو من مواليد الارجنتين وحارب جنبا الى جنب مع كاسترو اثناء الثورة.

في تلك الاونة بدا كاسترو يعتمر القبعة المصنوعة من القماش التي لا تحمل اي علامة او زخرفة مع زيه العسكري البسيط. ولكن الموضة كانت اخر ما جال بخاطره حين قاد انتفاضة مسلحة ضد الدكتاتور فولجنسيو باتيستا.

وحين دخل كاسترو هافانا منتصرا في يناير كانون الثاني 1959 عقب فرار باتيستا من البلاد بدأ يوزع القبعات كهدايا على انصاره.

ووصلت محبة جيفارا في قلوب الناس حد العبادة عقب مقتله على ايدي الجيش البوليفي في عام 1967 وتظهر صورته على كل شيء من القمصان القطنية الى الساعات.

ولكن في هافانا اضحت قبعة فيدل اكثر رواجا في الوقت الحالي من غطاء الرأس الذي اختاره جيفارا وهي قبعة سوداء مزينة بنجمة.

وصممت قبعة كاسترو ذات اللون الاخضر الزيتوني علي غرار القبعة التي كان يستخدمها الجيش الامريكي في الخمسينات ويقول هال كليباك المؤرخ العسكري الكندي الخبير في شؤون القوات المسلحة الكوبية ان هذه القبعات لم تكن جديدة في ذلك الحين فقد اعتمرها افراد اطقم الدبابات في فيلق افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية وفي حروب في اماكن اخرى حارة.

وقبل ان تضطر جراحة عاجلة فى الامعاء كاسترو الى تسليم السلطة لاخيه راؤول في يوليو تموز 2006 كان الزعيم الكوبي يرتدي القبعة وهو يلقي خطبه الطويلة المتكرره في مناسبات عامة.

وقدم كاسترو احدى قبعاته لنجم كرة القدم الارجنتيني دييجو مارادونا بعد ان قاد فريق بلاده للفوز بكأس العالم لكرة القدم في عام 1986 واهداه اخرى حين زار النجم الكبير كوبا للتعافي من ادمان الكوكايين في عامن 2001 . ويضع مارادونا وشمين لكل من كاسترو وتشي جيفارا.

ويقول رامون الفاريز بائع القبعات في هافانا ان الشبان الكوبيين بدأوا هذه الصرعة وحذا السائحون حذوهم.

ويضيف "انتشرت القبعات لان الشبان يعتمرونها. وترى كثيرا من الكوبيين في الشوارع يضعون هذه القبعات (التي استخدمها كاسترو وجيفارا) .. وهو ما لم نره كثيرا في السنوات القليلة الماضية."

وتباع القبعات بما يوزاي ثلاثة دولارات ونصف الدولار في الاسواق الكوبية.

ويحرص بعض الشبان الكوبيين على الفصل بين قبعاتهم الخضراء وسياسات كاسترو الاشتراكية بوضع العلامات التجارية لماركات شهيرة مثل اديداس وبوما وتومي هلفيجر وهي رموز للمجتمع الراسمالي الاستهلاكي الذي ينتقده كاسترو.

ويقول ياوندري (13 عاما) "انها قبعة كاسترو ولكن على طريقتنا. انها الموضة الان. نحصل على القبعات ونزينها بانفسنا. اذا اشتريت لي قبعة لفريق نيويورك يانكيز ساسعد بها بنفس القدر."